الثلاثاء، ١ حزيران ٢٠١٠

سفن الحرية

كتب:احمد ابو مالك

أساطيل القرارات ... وأسطول الحرية

بوارج وعابرات القرارات ... وسفن الحرية

منذ الاعتداء الحاقد النازي واللاإنساني على أهل غزة ، وهذا الاعتداء المستمر جهاراً نهاراً ودعماً ومساندة وصمتاً ، ولا مبالاة فتاكة وتواطئ حارق ، منذ ذلك والآن وهناك أزمة ملحوظة على ورق البيانات وطلب ملفت للانتباه على أقلام الكتابة ، وشئ عجيب هناك أزمة ملحوظة على السبابة والبصمة ، حتى أن الميكروفونات صارت مطلوبة بكثرة، وزحمة ملفتة على التصريحات وعلى الهواء مباشرة ، فَمُمَثلوا الرأي العام وقادته يتسابقون في أيهم يملأ دَلوه أولاً ليدلو بدلوه فيما يحصل هناك خلف شواطئ الكرامة والحرية وعلى رمال العزة والدم المهدور الذي يجري في شرايين مخيمات غزة ليل نهار وليتبجحوا بأنهم يعرفون أن هناك ما يحصل نازية جديدة ومحارق متجددة حقيقية وهدم وردم وكتم وظُلم و ظُلمًة وسرقة للغيمة العابرة والبسمة المنتظرة على الشفاه وضحكة طفل مكتومة وعروس لطفلة تنتظر وضع طرحتها وإطفاء شمعة وتحطيم فانوس لم يجد زيتاَ ليتقد ولم يجد فتيلا لينتصب ولم يجد حائطاَ ليستند أو سقفاَ ليتدلى ، وبعد كل ذلك نجد كل واحد منهم يدلو بدلوه في مؤامرات للمتحدثين وعن سَوف وسَوفَ و سوف وسوف وكأنهم لم يتذكرون أنه كان لهم سَيْفاً فَمتى ومتى يكسرون سَوْفهم ويمتشقوا سيفهم ؟؟!!، ثم يذهبون لحفلات جمع التبرعات والأموال لا ندري فربما بحكم حرارة القضية الساخنة جدا يتبخر ما جمعوه من أموال !! أنتم تَذَكروا أنهم سَدوا البرَ بسدود من فولاذ مصبوب وحجر مرصوص ولكن الله فتح لهم منافذ البحر وحكمة الله تأتي لهم بالفرج فحَمَلهم اليهم بالموج ، ولا بد للأمل أن يظل ولو من بين أمواج البحر ولو من بحر القهر ومحيطات الصبر فلا بد لهذا الأمل أن يرسوا ولو كقارب صغير على متنه معونة تخلى عنها طفل جائع أو من قلادة خلعتها أم أيتام كانت تخبئها للعَوْز والحاجة فجادت بها من جيدها فكانت من نصيب قارب إنتصب في جيد البحر شامخاً ليحل على خاصرة غزة وفي صدر أهلها ، إنها سفن الحرية ، إنها سفن تقرع جدران الصمت بقطرات ماء البحر ، فماذا تنفعْ أساطيل الكلمات والمؤامرات والمؤتمرات وجمع المليارات ما دامت تنقش على ألواح من الثلج ، إنها سفن الحرية فإما أن تصل إلى شواطئ غزة وإما أن تحرك المياه الراكدة فتهزنا هزة وهزة وهزة لعلنا نُستَفز في نخوتنا وكرامتنا ورجولتنا وشهامتنا و إنسانيتنا فينجلي صدأ الصدور والسيوف والكرامة فنلحق بهم في بحر الكرامة بحر طارق بن زياد وذات الصواري وعيسى العوام فنحرق أساطيل وأساطير العابرات وبوارج القرارات ، ونبحر ولو بعد حين على خشبة من الحرية نحوهم إلى غزة العزة فهناك الكرامة تنتظرنا وأمواج الشموخ ستنقلنا إليهم ، وهناك بحر الحرية سنأكل منه ونرتوي من مياهه ، ولن أنسى أن أقول لي ولكم لا تخافوا على قلوبكم فلن تتبلل من الكرامة ما دمتم تدفنون ضمائركم في بحر الرمال.

28/5/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق