نجم أضاء سماء الكرة الأردنية .. عاصر ثلاثة أجيال .. وثلاثة أندية (العودة، عمان فالوحدات) .. خلوق ومعشوق الجماهير الأول في عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القريب الماضي .. يحمل رقماً قياسياً في أعلى صفقة انتقال شهدتها ملاعب الكرة .. رقم استمر طويلاً ..
(الدستور) استضافت النجم ابراهيم سعدية في لقاء مطول .. لتستمع منه عن آخر الأخبار وتستذكر معه أيام زمان .. مسيرته الكروية .. انجازاته الكثيرة .. ولالقاء الضوء على همومه التي لم يفصح عنها .. فكانت هذه الأسئلة وهذه الاجابات.
- متى كانت البداية وكيف ؟
في حارات الزرقاء حيث كان لكل حارة فريق وكنت ألعب معهم باستمرار، قبل أن أنتقل الى الكويت لألعب مع فريق المدرسة، وفي عام 1973 لعبت مع الفرق الفلسطينية وتحديدا مع فريق خان يونس، ثم انتقلت الى نادي العودة عام 1975 وأحرزت معه بطولة دوري الفرق الفلسطينية 5 مرات وكنت هداف البطولة عام 1980.
في عام 1981 عدت الى الأردن ولعبت مع نادي عمان لغاية 1986 ثم انتقلت لنادي الوحدات.
- من كان وراء انتقالك لنادي عمان ؟
اداري نادي العودة في الكويت وللأسف لا أذكر اسمه، أحضرني لنادي عمان فاعتبرتها فرصة للعودة الى عمان وانهاء الخدمة العسكرية والدراسة في الكلية واللعب مع النادي في آن معا.
- هل كانت الرغبة في الانضمام لنادي الوحدات موجودة بداخلك، ومن دعم هذه الرغبة ؟
ـ كنت مقتنعا باللعب مع نادي عمان واحب نادي الوحدات في ذات الوقت لقاعدته الجماهيرية العريضة .. بعد مقابلتي مع سليم حمدان بدأت افكر جديا في الانتقال الى الوحدات الى أن تبلور هذا الأمر رسمياً.
-سمعنا أن هناك بعض الاندية حاولت تعطيل صفقة انتقالك لنادي الوحدات هل هذا الكلام صحيح ؟
ـ كانت هناك مفاوضات سرية بيني وبين سليم حمدان وكنا نلتقي في فندق (هلا ان) فمن الطبيعي أن تجري المفاوضات بشكل سري في البداية، خوفا التأثيرات الخارجية واستمرت محاولات نادي الوحدات لضمي مدة عامين من 84 الى 86 حتى تمت الصفقة.
- اكرر السؤال هل حاولت بعض الأندية اعاقة صفقة انتقالك وانتقال اللاعب فواز ابراهيم الى الوحدات ؟
أتحفظ على الاجابة عن هذا السؤال .
- أوّل مباراة رسمية لعبها سعدية .. متى كانت .. ومع أي نادٍ وما هي نتيجتها ؟
ـ عام 1981 مع عمان ضد الأرثودكسي وفزنا بنتيجة 4-0 وأحرزت هدفين في تلك المباراة.
- متى كانت أول مشاركة لك مع المنتخب الوطني .. واول مباراة خضتها معه ؟
عام 1981 استدعاني الكابتن مظهر السعيد الذي شاهدني في أول مباراة أخوضها، حيث سافرت مع المنتخب الى معسكر روسيا، وكان الكابتن محمد عوض مدير الكرة آنذاك.
.. أول مباراة مع المنتخب كانت في روسيا، اذ لعبنا ضد فريق روسي درجة ثانية وتعادلنا معه 4-4 وأحرزت هدفين كما لعبنا مع فريق درجة أولى وخسرناها على هامش المعسكر.
- ما هي المباراة التي ما زالت عالقة في ذاكرتك لغاية الآن وما هو الهدف الأجمل الذي أحرزته.
كانت مع الوحدات ضد الرمثا، خضناها ونحن بحاجة الى التعادل لحسم بطولة الدوري قبل ثلاث اسابيع .. أحرز الرمثا هدف التقدم وبعدها مباشرة أحرزت هدف التعادل الذي منحنا الفوز ببطولة الدوري قبل نهايته بثلاثة أسابيع.
-كيف تقيم مشاركتك مع المنتخب ؟
لعبتُ مع المنتخب عشر سنوات ولم ابتعد سوى عام فقط لاصابتي في الغضروف عام 1988 وأتمنى أن اكون خدمت الجمهور والكرة الأردنية .. وأنا راضٍ عن ما قدمته.
- افضل لقب حققته .. ومتى ؟
مع نادي عمان عام 1984، حيث كان الفريق قبلها بعام مهدداً بالهبوط، اذ فزنا على جميع الفرق في مرحلتي الذهاب والاياب، خسرنا مباراة واحدة فقط أمام الوحدات وحصلنا على بطولة الدوري.
- من هو اللاعب الأقرب الى سعدية وهل ما زال هناك تواصل بينكما ؟
كل اللاعبين اصدقائي، لكن أكثرهم قربي لي لاعب نادي عمان محمد مصباح، وكان فلسطينياً يدرس في احدى الجامعات الاردنية، وكانت تربطني به علاقة صداقة قوية.
أما من نادي الوحدات فجميع اللاعبين تربطني بهم علاقات قوية ومن المنتخب خالد عوض اذ ما زلت أتواصل معهم من خلال رابطة اللاعبين الدوليين ولكن منذ عام لم أرَ أحداً منهم.
-من كان مثلك الأعلى في الملاعب ؟
اللاعب فاروق ابراهيم لاعب وسط نادي القادسية الكويتي وكان يلقب بـ (فرقة) ورقمه (8)، كما كنت معجباً كثيرا باللاعب جاسم يعقوب لاعب القادسية كذلك، وكنت احب اسلوبه في التسجيل بالرأس.
- ابراهيم سعدية لاي جيل ينتمي ؟.
انتمي لثلاثة أجيال: الجيل الأول ويضم غسان جمعة، خالد سليم، باسم تيم، عمر سلامه، الجيل الثاني ومنهم يوسف العموري، رائد عساف، جلال علي، جهاد عبدالمنعم وهشام عبدالمنعم، أما الثالث فيضم فيصل ابراهيم، عبدالله ابوزمع وعصام نوفل، وغيرهم الكثير.
- ابراهيم سعديه لم يحترف مع أن وامكاناته الفنية كانت عالية ولم تقل بحال عن مهارات اللاعبين العرب آنذاك .. لماذا ؟
في السابق لم يكن باب الاحتراف مفتوحاً، لكن ومع ذلك عرض علي الاحتراف في نادي قطر القطري، وكان العرض جيداً لكن الادارة رفضت بسبب حاجتها الماسة لي وأنا لعشقي الشديد للوحدات لم أعترض، كنت أعتبر نفسي محترفا في الوحدات، اذ كنت اتقاضى 150 ديناراً راتباً شهرياً و80 ديناراً بدل سكن ودينارين عن كل تدريب بالاضافة الى المكافآت وفي ذلك الوقت كان هذا المبلغ كبيراً.
-هل تطبيق الاحتراف في الاردن يفيد اللاعبين ؟
اكيد وأنا مع احتراف اللاعبين للاستفادة المهارية والمادية ولكن الى الآن لم أرَ احترافاً حقيقياً للاعبين ما يزال الوقت مبكراً للحديث عن الاحتراف الكامل، فتطبيقه يجب أن يكون على جميع العاملين في الأندية: كاللاعبين، والاداريين ورؤساء الأندية ايضا.
- ماذا ينقص الاحتراف في البلاد العريبة كذلك، على وجه العموم والاردن على وجه الخصوص؟
على المستوى العربي أكيد أن المادة متوفرة ولكن ينقصهم العقلية الاحترافية، وفي الأردن نحن بحاجة الى تقبل قكرة الاحتراف، فالنادي والجمهور لا يقبلون فكرة انتقال اللاعب لنادي اخر بالاضافة لعدم وجود الشركات الراعية للاعبين.
- هل استقدام مدربين ولاعبين اجانب يساعد على تطبيق الاحتراف وكيف يكون ذلك ؟
بالطبع قد يستفيد النادي من قدرات اللاعبين الأجانب والمدربين الأجانب ومن خبراتهم، ولكن للأسف على مستوى اللاعبين معظم الأندية تتعاقد مع لاعبين من نفس مستوى لاعبينا وهذا بسبب عدم توفر المادة.
- من المعلوم ان ابراهيم سعدية يتميز بمهارات عالية ما العوامل التي ادت الى هذا التميز في المهارة الى جانب الموهبة ؟
الحمد لله أن الموهبة موجودة لدي، وأنا كنت اتدرب لوحدي لارتقي بمستوى مهاراتي، كما كنت أقلد اللاعبين الكبار في أسلوب المراوغة أمثال جورج بست، وجاسم يعقوب في الكرات الرأسية، ولكنني لن أنسى فضل مدرب سوداني اسمه ادريس كان يعمل في نادي العودة بالكويت الكويت فله اثر كبير في رفع مستوى لياقتي البدنية.
- هل سبق لكل الانخراط في سلك التدريب ؟.
عرض علي مساعدة علي كاظم بعد البطولة العربية التي استضافها الوحدات منتصف التسعينيات ولكن المدرب لم يستمر طويلا، بعد البطولة دربت في نادي الوحدات مع المدرب الخلوق محمد مصطفى كما دربت لمدة عامين في شباب الحسين.
- لماذا ابتعدت عن التدريب بعد ذلك ؟
كما قلت لك انا كنت مساعدا لمحمد مصطفى ودربت في نادي شباب الحسين لكنني ابتعدت بسبب ظروف العمل الصعبة، وكان ابتعادي فجأة حتى أني وزعت ملابسي الرياضية ولم أحتفظ الا بالقليل منها، ولا دخل لنادي الوحدات في ابتعادي عن كرة القدم.
- هل للظروف العائلية تأثير في الابتعاد عن أجواء كرة القدم ؟
على العكس أفراد عائلتي يحبون كرة القدم وكانوا دائما يشجعونني على الاستمرار لكن ظروف العمل الصعبة جعلتني ابتعد.
- هل استفدت من كرة القدم وهل ما زلت تستفيد ؟
ماديا لم تكن الاستفادة بمستوى الطموح، حتى مباراة اعتزالي لم تلب رغباتي، لكن أكبر فائدة كانت هي حب الجمهور الذي ما زلت أشعر بالسعادة بسبب حبه لي، فأنا اعشق الجمهور، بالاضافة لعلاقاتي التي استمرت طويلاً مع بعض اللاعبين.
- أبناؤك، هل يمارسون كرة القدم بانتظام ؟
لا أحد، لكن ابني عمر في المستقبل القريب سأوجهه الى نادي الوحدات، لأنني أشعر بامتلاكه مهارات جيدة، اذ سيكون لاعباً مميزاً .. حتى أن أصدقائه يلقبونه ميسي .
- هل انت نادم على ممارسة كرة القدم ؟
على الاطلاق، واتمنى لو انني ما زلت صغيرا لأستمر في اللعب، اذ ما زلت امارس كرة القدم بين الحين والآخر بهدف التسلية.
- لو عاد الزمن بك الى الوراء ما هو الامر الذي تتمنى لو انك فعلته ؟
الاحتراف بالتأكيد، لان له مردودا ماديا جيدا يؤمن اللاعب حتى بعد اعتزاله ويؤمن مستقبلاً افضل لابنائه.
- كثير من الناس يشبهون رأفت على بابراهيم سعدية من حيث المستوى الفني، وقع رأفت بـ 12 الف دينار الموسم الماضي وكانت صفقتك بـ 17 الفاً في منتصف الثمانينات والذي كان رقماً صعباً في كرة القدم الاردنية آنذاك هل يوجد عدالة بين النجمين ؟
بعيداً عن العدالة لدى الناس معلومة غير دقيقة وهي أن الـ 17 الفاً كانت مقدم عقدي مع الوحدات لسنة، لكن العقد امتد لتسع سنوات ولم اخذ منه سوى 3 آلاف فقط، ولحبي لنادي الوحدات لم اطالب النادي بباقي المبلغ.
- صرحت بعض المواقع بأنك نصحت اللاعب رأفت علي بالاعتزال هل هذا صحيح ولماذا ؟
نعم نصحت رأفت علي من خلال وسائل الاعلام بالاعتزال مبكراً وذلك لحبي الشديد للاعب، لان اعتزال اللاعب في قمة عطائه، يجعل الناس حوله يقدمون الدعم له، ولكن اللاعب عندما يبلغ عمراً معيناً يخشى عليه من الاصابة أو تدني مستوى أدائهِ وابتعاده الذي قد يؤدي الى قلة اهتمام الناس والشركات الداعمة به، فهنالك لاعبون كثر الى اليوم لم ينظموا مباريات اعتزالهم مع انهم قدموا لانديتهم وللمنتخب الكثير، وهذا بسب ابتعادهم عن الملاعب او هبوط مستوى ادائهم، وأنا من أول الناس الذين شجعوا رأفت علي وتوقعت له مستقبلاً كروياً ممتازاً .. اعلم أن الكثيرين انتقدوني لطلبي من رأفت الاعتزال ولكن أتمنى ممن انتقدني أن يجيبوني على سؤالي : هل تحبون أن يأتي يوم لا يجد رأفت علي فيه من يرعى حفل اعتزاله، أو يذهب للبحث عن شركة ترعى اعتزاله ويقابل طلبه بالرفض؟ أترك الاجابة لكم !!.
- أي من لاعبي الجيل الحالي يذكرك بقدراتك الفنية؟
رأفت علي فنان وأنا استمتع بمشاهدته وأنا لم أرَ لاعباً قريباً من مستوى ابراهيم سعدية سوى رأفت علي، ومن المؤكد انه لا مقارنه بيننا لكل منا مميزات يحددها الجمهور وفي النهاية بيننا شيئ مشترك وهو حبنا للوحدات.
- هل تعتقد أن انجازات الوحدات ستستمر في المواسم المقبلة في ظل المشكلات التي يواجهها النادي حاليا ؟.
أتمنى أن تتواصل انجازات الوحدات .. كنت أتمنى لو أن دراجان بقي مع الوحدات لأنه استطاع التوليف بين اللاعبين وحصد أربعة القاب في عام واحد وهذا أمر رائع وأتمنى أن يحصل الوحدات على بطولة كأس آسيا ، وأن يشارك في بطولة دوري ابطال آسيا مستقبلاً.
لكنني اتمنى من الادارة ابعاد اللاعبين عن المشكلات التي تحدث في النادي خوفا من التأثير على مستوى آدائهم، وانا ارى ان الوحدات بحاجة ماسة الى مهاجم مميز الى جانب المهاجمين المتواجدين حاليا ومدافع صلب يضطلع بقدرات فنية كبيرة.
- ما هي الفروقات ما بين لاعبي المنتخب في الثمانينات ولاعبي المنتخب هذه الايام ؟
سابقا لم نكن نستعد للبطولات كثيراً، كان المنتخب يتجمع مدة قصيرة ولم نكن نلعب مباريات ودية كثيرا، لكن اليوم الوضع مختلف، فالمعسكرات كثيرة والمباريات الودية كافية ولكن ما زال الانجاز دون المستوى المأمول.واللاعبون سابقا كانوا يقبلون على اللعب لحبهم الشديد لكرة القدم، اما حاليا فالدافع المادي له دور كبير في ممارستهم للعبة.
- ماذا يعني لك الرقم 8 ؟
أنا احب الرقم 8 كثيرا والذي ارتداه فاروق ابراهيم لاعب نادي القادسية الكويتي لاعجابي الشديد بهذا اللاعب وكذلك الرقم 11 .. أذكر انه حصل خلاف بسيط بيني وبين خالد عوض في المنتخب على رقم 11 لان الرقم 8 كان محجوزاً للاعب آخر.
- صف كلاًّ من الأشخاص التالية أسماؤهم بكلمات مختصرة؟
باسم تيم (حارس عملاق)، يوسف العمري (أحسن ظهير)، عمر سلامه (الجندي المجهول)، طه ذيب ( كان بالامكان .. )، خالد سليم (لاعب وسط مميز)، فويا (قدم الكثير للوحدات)، سليم حمدان (الأب الروحي).
- أخيراً .. ماذا تقول للجمهور ؟.
اتمنى مزيداً من التطور للكرة الأردنية والوصول الى نهائيات كأس العالم المقبل، واتمنى للوحدات الحصول على كأس الاتحاد الآسيوي وأن يحصد المزيد من البطولات.
سيرة ذاتية مختصرة
ـ الاسم : ابراهيم خليل محمد سعدية.
ـ مواليد : 10-2-1959 – الزرقاء.
ـ الحالة الاجتماعية : متزوج - ثلاثة أولاد : محمد، عبدالرحمن وعمر، وبنتان.
ـ العمل الحالي : موظف شركة تأمين.
(الدستور) استضافت النجم ابراهيم سعدية في لقاء مطول .. لتستمع منه عن آخر الأخبار وتستذكر معه أيام زمان .. مسيرته الكروية .. انجازاته الكثيرة .. ولالقاء الضوء على همومه التي لم يفصح عنها .. فكانت هذه الأسئلة وهذه الاجابات.
- متى كانت البداية وكيف ؟
في حارات الزرقاء حيث كان لكل حارة فريق وكنت ألعب معهم باستمرار، قبل أن أنتقل الى الكويت لألعب مع فريق المدرسة، وفي عام 1973 لعبت مع الفرق الفلسطينية وتحديدا مع فريق خان يونس، ثم انتقلت الى نادي العودة عام 1975 وأحرزت معه بطولة دوري الفرق الفلسطينية 5 مرات وكنت هداف البطولة عام 1980.
في عام 1981 عدت الى الأردن ولعبت مع نادي عمان لغاية 1986 ثم انتقلت لنادي الوحدات.
- من كان وراء انتقالك لنادي عمان ؟
اداري نادي العودة في الكويت وللأسف لا أذكر اسمه، أحضرني لنادي عمان فاعتبرتها فرصة للعودة الى عمان وانهاء الخدمة العسكرية والدراسة في الكلية واللعب مع النادي في آن معا.
- هل كانت الرغبة في الانضمام لنادي الوحدات موجودة بداخلك، ومن دعم هذه الرغبة ؟
ـ كنت مقتنعا باللعب مع نادي عمان واحب نادي الوحدات في ذات الوقت لقاعدته الجماهيرية العريضة .. بعد مقابلتي مع سليم حمدان بدأت افكر جديا في الانتقال الى الوحدات الى أن تبلور هذا الأمر رسمياً.
-سمعنا أن هناك بعض الاندية حاولت تعطيل صفقة انتقالك لنادي الوحدات هل هذا الكلام صحيح ؟
ـ كانت هناك مفاوضات سرية بيني وبين سليم حمدان وكنا نلتقي في فندق (هلا ان) فمن الطبيعي أن تجري المفاوضات بشكل سري في البداية، خوفا التأثيرات الخارجية واستمرت محاولات نادي الوحدات لضمي مدة عامين من 84 الى 86 حتى تمت الصفقة.
- اكرر السؤال هل حاولت بعض الأندية اعاقة صفقة انتقالك وانتقال اللاعب فواز ابراهيم الى الوحدات ؟
أتحفظ على الاجابة عن هذا السؤال .
- أوّل مباراة رسمية لعبها سعدية .. متى كانت .. ومع أي نادٍ وما هي نتيجتها ؟
ـ عام 1981 مع عمان ضد الأرثودكسي وفزنا بنتيجة 4-0 وأحرزت هدفين في تلك المباراة.
- متى كانت أول مشاركة لك مع المنتخب الوطني .. واول مباراة خضتها معه ؟
عام 1981 استدعاني الكابتن مظهر السعيد الذي شاهدني في أول مباراة أخوضها، حيث سافرت مع المنتخب الى معسكر روسيا، وكان الكابتن محمد عوض مدير الكرة آنذاك.
.. أول مباراة مع المنتخب كانت في روسيا، اذ لعبنا ضد فريق روسي درجة ثانية وتعادلنا معه 4-4 وأحرزت هدفين كما لعبنا مع فريق درجة أولى وخسرناها على هامش المعسكر.
- ما هي المباراة التي ما زالت عالقة في ذاكرتك لغاية الآن وما هو الهدف الأجمل الذي أحرزته.
كانت مع الوحدات ضد الرمثا، خضناها ونحن بحاجة الى التعادل لحسم بطولة الدوري قبل ثلاث اسابيع .. أحرز الرمثا هدف التقدم وبعدها مباشرة أحرزت هدف التعادل الذي منحنا الفوز ببطولة الدوري قبل نهايته بثلاثة أسابيع.
-كيف تقيم مشاركتك مع المنتخب ؟
لعبتُ مع المنتخب عشر سنوات ولم ابتعد سوى عام فقط لاصابتي في الغضروف عام 1988 وأتمنى أن اكون خدمت الجمهور والكرة الأردنية .. وأنا راضٍ عن ما قدمته.
- افضل لقب حققته .. ومتى ؟
مع نادي عمان عام 1984، حيث كان الفريق قبلها بعام مهدداً بالهبوط، اذ فزنا على جميع الفرق في مرحلتي الذهاب والاياب، خسرنا مباراة واحدة فقط أمام الوحدات وحصلنا على بطولة الدوري.
- من هو اللاعب الأقرب الى سعدية وهل ما زال هناك تواصل بينكما ؟
كل اللاعبين اصدقائي، لكن أكثرهم قربي لي لاعب نادي عمان محمد مصباح، وكان فلسطينياً يدرس في احدى الجامعات الاردنية، وكانت تربطني به علاقة صداقة قوية.
أما من نادي الوحدات فجميع اللاعبين تربطني بهم علاقات قوية ومن المنتخب خالد عوض اذ ما زلت أتواصل معهم من خلال رابطة اللاعبين الدوليين ولكن منذ عام لم أرَ أحداً منهم.
-من كان مثلك الأعلى في الملاعب ؟
اللاعب فاروق ابراهيم لاعب وسط نادي القادسية الكويتي وكان يلقب بـ (فرقة) ورقمه (8)، كما كنت معجباً كثيرا باللاعب جاسم يعقوب لاعب القادسية كذلك، وكنت احب اسلوبه في التسجيل بالرأس.
- ابراهيم سعدية لاي جيل ينتمي ؟.
انتمي لثلاثة أجيال: الجيل الأول ويضم غسان جمعة، خالد سليم، باسم تيم، عمر سلامه، الجيل الثاني ومنهم يوسف العموري، رائد عساف، جلال علي، جهاد عبدالمنعم وهشام عبدالمنعم، أما الثالث فيضم فيصل ابراهيم، عبدالله ابوزمع وعصام نوفل، وغيرهم الكثير.
- ابراهيم سعديه لم يحترف مع أن وامكاناته الفنية كانت عالية ولم تقل بحال عن مهارات اللاعبين العرب آنذاك .. لماذا ؟
في السابق لم يكن باب الاحتراف مفتوحاً، لكن ومع ذلك عرض علي الاحتراف في نادي قطر القطري، وكان العرض جيداً لكن الادارة رفضت بسبب حاجتها الماسة لي وأنا لعشقي الشديد للوحدات لم أعترض، كنت أعتبر نفسي محترفا في الوحدات، اذ كنت اتقاضى 150 ديناراً راتباً شهرياً و80 ديناراً بدل سكن ودينارين عن كل تدريب بالاضافة الى المكافآت وفي ذلك الوقت كان هذا المبلغ كبيراً.
-هل تطبيق الاحتراف في الاردن يفيد اللاعبين ؟
اكيد وأنا مع احتراف اللاعبين للاستفادة المهارية والمادية ولكن الى الآن لم أرَ احترافاً حقيقياً للاعبين ما يزال الوقت مبكراً للحديث عن الاحتراف الكامل، فتطبيقه يجب أن يكون على جميع العاملين في الأندية: كاللاعبين، والاداريين ورؤساء الأندية ايضا.
- ماذا ينقص الاحتراف في البلاد العريبة كذلك، على وجه العموم والاردن على وجه الخصوص؟
على المستوى العربي أكيد أن المادة متوفرة ولكن ينقصهم العقلية الاحترافية، وفي الأردن نحن بحاجة الى تقبل قكرة الاحتراف، فالنادي والجمهور لا يقبلون فكرة انتقال اللاعب لنادي اخر بالاضافة لعدم وجود الشركات الراعية للاعبين.
- هل استقدام مدربين ولاعبين اجانب يساعد على تطبيق الاحتراف وكيف يكون ذلك ؟
بالطبع قد يستفيد النادي من قدرات اللاعبين الأجانب والمدربين الأجانب ومن خبراتهم، ولكن للأسف على مستوى اللاعبين معظم الأندية تتعاقد مع لاعبين من نفس مستوى لاعبينا وهذا بسبب عدم توفر المادة.
- من المعلوم ان ابراهيم سعدية يتميز بمهارات عالية ما العوامل التي ادت الى هذا التميز في المهارة الى جانب الموهبة ؟
الحمد لله أن الموهبة موجودة لدي، وأنا كنت اتدرب لوحدي لارتقي بمستوى مهاراتي، كما كنت أقلد اللاعبين الكبار في أسلوب المراوغة أمثال جورج بست، وجاسم يعقوب في الكرات الرأسية، ولكنني لن أنسى فضل مدرب سوداني اسمه ادريس كان يعمل في نادي العودة بالكويت الكويت فله اثر كبير في رفع مستوى لياقتي البدنية.
- هل سبق لكل الانخراط في سلك التدريب ؟.
عرض علي مساعدة علي كاظم بعد البطولة العربية التي استضافها الوحدات منتصف التسعينيات ولكن المدرب لم يستمر طويلا، بعد البطولة دربت في نادي الوحدات مع المدرب الخلوق محمد مصطفى كما دربت لمدة عامين في شباب الحسين.
- لماذا ابتعدت عن التدريب بعد ذلك ؟
كما قلت لك انا كنت مساعدا لمحمد مصطفى ودربت في نادي شباب الحسين لكنني ابتعدت بسبب ظروف العمل الصعبة، وكان ابتعادي فجأة حتى أني وزعت ملابسي الرياضية ولم أحتفظ الا بالقليل منها، ولا دخل لنادي الوحدات في ابتعادي عن كرة القدم.
- هل للظروف العائلية تأثير في الابتعاد عن أجواء كرة القدم ؟
على العكس أفراد عائلتي يحبون كرة القدم وكانوا دائما يشجعونني على الاستمرار لكن ظروف العمل الصعبة جعلتني ابتعد.
- هل استفدت من كرة القدم وهل ما زلت تستفيد ؟
ماديا لم تكن الاستفادة بمستوى الطموح، حتى مباراة اعتزالي لم تلب رغباتي، لكن أكبر فائدة كانت هي حب الجمهور الذي ما زلت أشعر بالسعادة بسبب حبه لي، فأنا اعشق الجمهور، بالاضافة لعلاقاتي التي استمرت طويلاً مع بعض اللاعبين.
- أبناؤك، هل يمارسون كرة القدم بانتظام ؟
لا أحد، لكن ابني عمر في المستقبل القريب سأوجهه الى نادي الوحدات، لأنني أشعر بامتلاكه مهارات جيدة، اذ سيكون لاعباً مميزاً .. حتى أن أصدقائه يلقبونه ميسي .
- هل انت نادم على ممارسة كرة القدم ؟
على الاطلاق، واتمنى لو انني ما زلت صغيرا لأستمر في اللعب، اذ ما زلت امارس كرة القدم بين الحين والآخر بهدف التسلية.
- لو عاد الزمن بك الى الوراء ما هو الامر الذي تتمنى لو انك فعلته ؟
الاحتراف بالتأكيد، لان له مردودا ماديا جيدا يؤمن اللاعب حتى بعد اعتزاله ويؤمن مستقبلاً افضل لابنائه.
- كثير من الناس يشبهون رأفت على بابراهيم سعدية من حيث المستوى الفني، وقع رأفت بـ 12 الف دينار الموسم الماضي وكانت صفقتك بـ 17 الفاً في منتصف الثمانينات والذي كان رقماً صعباً في كرة القدم الاردنية آنذاك هل يوجد عدالة بين النجمين ؟
بعيداً عن العدالة لدى الناس معلومة غير دقيقة وهي أن الـ 17 الفاً كانت مقدم عقدي مع الوحدات لسنة، لكن العقد امتد لتسع سنوات ولم اخذ منه سوى 3 آلاف فقط، ولحبي لنادي الوحدات لم اطالب النادي بباقي المبلغ.
- صرحت بعض المواقع بأنك نصحت اللاعب رأفت علي بالاعتزال هل هذا صحيح ولماذا ؟
نعم نصحت رأفت علي من خلال وسائل الاعلام بالاعتزال مبكراً وذلك لحبي الشديد للاعب، لان اعتزال اللاعب في قمة عطائه، يجعل الناس حوله يقدمون الدعم له، ولكن اللاعب عندما يبلغ عمراً معيناً يخشى عليه من الاصابة أو تدني مستوى أدائهِ وابتعاده الذي قد يؤدي الى قلة اهتمام الناس والشركات الداعمة به، فهنالك لاعبون كثر الى اليوم لم ينظموا مباريات اعتزالهم مع انهم قدموا لانديتهم وللمنتخب الكثير، وهذا بسب ابتعادهم عن الملاعب او هبوط مستوى ادائهم، وأنا من أول الناس الذين شجعوا رأفت علي وتوقعت له مستقبلاً كروياً ممتازاً .. اعلم أن الكثيرين انتقدوني لطلبي من رأفت الاعتزال ولكن أتمنى ممن انتقدني أن يجيبوني على سؤالي : هل تحبون أن يأتي يوم لا يجد رأفت علي فيه من يرعى حفل اعتزاله، أو يذهب للبحث عن شركة ترعى اعتزاله ويقابل طلبه بالرفض؟ أترك الاجابة لكم !!.
- أي من لاعبي الجيل الحالي يذكرك بقدراتك الفنية؟
رأفت علي فنان وأنا استمتع بمشاهدته وأنا لم أرَ لاعباً قريباً من مستوى ابراهيم سعدية سوى رأفت علي، ومن المؤكد انه لا مقارنه بيننا لكل منا مميزات يحددها الجمهور وفي النهاية بيننا شيئ مشترك وهو حبنا للوحدات.
- هل تعتقد أن انجازات الوحدات ستستمر في المواسم المقبلة في ظل المشكلات التي يواجهها النادي حاليا ؟.
أتمنى أن تتواصل انجازات الوحدات .. كنت أتمنى لو أن دراجان بقي مع الوحدات لأنه استطاع التوليف بين اللاعبين وحصد أربعة القاب في عام واحد وهذا أمر رائع وأتمنى أن يحصل الوحدات على بطولة كأس آسيا ، وأن يشارك في بطولة دوري ابطال آسيا مستقبلاً.
لكنني اتمنى من الادارة ابعاد اللاعبين عن المشكلات التي تحدث في النادي خوفا من التأثير على مستوى آدائهم، وانا ارى ان الوحدات بحاجة ماسة الى مهاجم مميز الى جانب المهاجمين المتواجدين حاليا ومدافع صلب يضطلع بقدرات فنية كبيرة.
- ما هي الفروقات ما بين لاعبي المنتخب في الثمانينات ولاعبي المنتخب هذه الايام ؟
سابقا لم نكن نستعد للبطولات كثيراً، كان المنتخب يتجمع مدة قصيرة ولم نكن نلعب مباريات ودية كثيرا، لكن اليوم الوضع مختلف، فالمعسكرات كثيرة والمباريات الودية كافية ولكن ما زال الانجاز دون المستوى المأمول.واللاعبون سابقا كانوا يقبلون على اللعب لحبهم الشديد لكرة القدم، اما حاليا فالدافع المادي له دور كبير في ممارستهم للعبة.
- ماذا يعني لك الرقم 8 ؟
أنا احب الرقم 8 كثيرا والذي ارتداه فاروق ابراهيم لاعب نادي القادسية الكويتي لاعجابي الشديد بهذا اللاعب وكذلك الرقم 11 .. أذكر انه حصل خلاف بسيط بيني وبين خالد عوض في المنتخب على رقم 11 لان الرقم 8 كان محجوزاً للاعب آخر.
- صف كلاًّ من الأشخاص التالية أسماؤهم بكلمات مختصرة؟
باسم تيم (حارس عملاق)، يوسف العمري (أحسن ظهير)، عمر سلامه (الجندي المجهول)، طه ذيب ( كان بالامكان .. )، خالد سليم (لاعب وسط مميز)، فويا (قدم الكثير للوحدات)، سليم حمدان (الأب الروحي).
- أخيراً .. ماذا تقول للجمهور ؟.
اتمنى مزيداً من التطور للكرة الأردنية والوصول الى نهائيات كأس العالم المقبل، واتمنى للوحدات الحصول على كأس الاتحاد الآسيوي وأن يحصد المزيد من البطولات.
سيرة ذاتية مختصرة
ـ الاسم : ابراهيم خليل محمد سعدية.
ـ مواليد : 10-2-1959 – الزرقاء.
ـ الحالة الاجتماعية : متزوج - ثلاثة أولاد : محمد، عبدالرحمن وعمر، وبنتان.
ـ العمل الحالي : موظف شركة تأمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق